المؤسسات الثقافية التربوية ودورها في مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (دراسة حالة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دكتوراه الفلسفة في التربية – تخصص أصول تربية

المستخلص

فى الوقت المعاصر أصبح الحفاظ على القيم الأخلاقية المميزة للهوية  أكثر صعوبة وتعقيدا نتيجة لوجود العديد من العوامل المهددة لها كالتكنولوجيا التى تمثل سلاحًا ذا حدين ، نتيجة لإنفتاح شعوب العالم علي بعضها البعض ، مما جعل الغلبة للدول الأكثر نفوذا كالدول المتقدمة التى تصدر منتجاتها الصناعية والثقافية التى تعبر عن هويتها ، وكذلك تأثير الأنشطة السياحية والعلمية والفعاليات الدولية ، بالإضافة إلى الهجرة عبر الحدود وما يترتب عليها من نقل هويات متعددة إلى الدول المستقبلة ؛ لذا تعد المؤسسات الثقافية التربوية حجر الزاوية فى تشكيل الهوية ، وتعزيزها ، والحفاظ عليها لدى المجتمع . فهي أداة تأكيد الهوية ، والمنفذ لأى برنامج يبغيه أى نظام سياسى ، ومن ثم ينظر لتلك المؤسسات على أنها الوسيلة الرئيسة التى يستعين بها النظام السياسى لإكساب المجتمع القيم والإتجاهات والصفات الأخلاقية المرغوبة ، إلتماسا للنهضة والتنمية المستدامة ، انطلاقا من ترسيخ الهوية الثقافية المميزة للمجتمع.
ويعد التواصل أحد العناصر المهمة ذات المكانة الخاصة والضرورية والمؤثرة في جوانب الحياة الاجتماعية المتعددة ، حيث إنه من دونه يستحيل أن تصل الحضارة الإنسانية إلى ما هي عليه الآن ، فبعد التطور الكبير والتقدم الهائل للعلوم التكنولوجية وانتشارها في المجتمعات كافة ، ووجود شبكة الإنترنت وما تحتويه من مواقع التواصل الاجتماعي المتزايدة والمتنوعة ، أصبح الفرد لا يستطيع الاستغناء عنها ولو لوقت قصير، وهذا هو ما أفرزته العولمة ؛  فهي تدخل من دون إذن أو موافقة إلى بيوت الأفراد ونفوسهم دونما مقاومة ، وإن وجدت فهي مقاومة ضعيفة ، نتيجة وقوع أغلب الأفراد تحت وطأة تأثير هذه المواقع وما تؤديه من أثر وجداني في  تحريك المشاعر