نظرية ساتير في العلاج الأسري: إطار إنساني للتغيير والتواصل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 جامعة الملك عبدالعزيز

2 أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك عبد العزيز

المستخلص

تتناول هذه المقالة نظرية فيرجينيا ساتير في العلاج الأسري بوصفها نموذجًا إرشاديًا يجمع بين العمق الإنساني والبعد الاتصالي، ويمثّل إحدى الركائز المهمة في فهم التفاعل الأسري وعلاجه. تنطلق النظرية من افتراض جوهري مفاده أن المشكلات النفسية لا تنفصل عن السياق الأسري الذي ينشأ فيه الفرد، بل هي انعكاس لاختلالات في التواصل وتقدير الذات والأدوار العائلية. وقد ركزت ساتير على أهمية بناء تواصل منسجم وصادق بين أفراد الأسرة، باعتباره الطريق نحو التغيير الإيجابي وتحقيق الصحة النفسية.

تستعرض المقالة مفاهيم محورية ضمن هذا النموذج مثل: أنماط التواصل الخمسة، ومستوى تقدير الذات، والأدوار والقواعد الأسرية، وديناميكيات النظام العائلي. كما توضح كيف ترتبط هذه المفاهيم ببعضها البعض في تشكيل مناخ الأسرة، ودورها في نشوء الاضطرابات أو في تعزيز النمو. وتبرز أهمية التدخل الإرشادي الذي يهدف إلى كشف الأنماط التفاعلية غير الفعّالة، وبناء بيئة من القبول والدعم المتبادل.

كما تستعرض المقالة المبادئ الفلسفية التي قامت عليها النظرية، مثل الإيمان بقدرة الإنسان على التغيير، والاحترام المتبادل، والتركيز على الموارد الداخلية بدلاً من التشخيص المرضي، وتُبرز الدور الإنساني للمعالج كأساس لنجاح العلاقة العلاجية. وتُعرض كذلك مجموعة من الأساليب الإكلينيكية التي طوّرتها ساتير مثل النحت الأسري، وإعادة البناء العائلي، وتقنيات تقسيم الأجزاء، والتعليم التواصلي، مع التركيز على الطابع التجريبي والخبروي لجلساتها.

ناقشت المقالة نتائج بعض الدراسات الحديثة التي قيّمت أثر تدخلات ساتير، وأظهرت تحسنًا في الكفاءة الوالدية وخفضًا للضغوط النفسية، مما يعزز مصداقية النموذج رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث التجريبية الصارمة. خلصت المقالة إلى أن النموذج لا يقدّم مجرد أدوات تقنية، بل يمثل تحولًا في النظرة إلى الإنسان والأسرة، ويقدّم رؤية شاملة للتغيير عبر التفاعل الصادق والبيئة الداعمة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات