قيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي للفراغات

يشهد العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين ثورة رقمية غير مسبوقة أعادت تشكيل جميع مجالات الحياة، وكان للذكاء الاصطناعي(Artificial Intelligence - AI) نصيبٌ بارزٌ فيها بوصفه أحد أهم إنجازات التكنولوجيا الحديثة وأكثرها تأثيراً.   
فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي دوره التقليدي كأداة للبرمجة والتحليل إلى كونه منظومة فكرية قادرة على الإبداع، واتخاذ القرار، وتحليل المعطيات المعقدة، الأمر الذي جعله يدخل بقوة إلى مجالات الفنون والتصميم، ومنها التصميم الداخلي للفراغات.
ولقد أصبح توظيف الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي وسيلة لرفع جودة الحياة داخل الفراغات المعمارية من خلال تحقيق أعلى درجات الكفاءة الوظيفية والجمالية والإنسانية، إذ تُمكِّن الخوارزميات الذكية المصمم من محاكاة احتياجات المستخدمين، وتحليل سلوكهم، وتقديم حلول تصميمية مرنة وقابلة للتخصيص، بما ينسجم مع مفاهيم الاستدامة، والابتكار، والتجربة الإنسانية المتكاملة.
ويُعدّ الذكاء الاصطناعي من أبرز المحركات الفكرية التي أعادت تشكيل مفهوم التصميم الداخلي في القرن الحادي والعشرين، فبينما كان التصميم يعتمد سابقًا على الحدس البشري والخبرة الجمالية، أصبح اليوم يستند أيضًا إلى التحليل الحسابي والمعالجة الذكية للبيانات.
وانطلاقاً من أهمية هذا التحول، يسعى هذا البحث إلى تحليل القيم الجوهرية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي للفراغات، من حيث الأبعاد المعرفية والجمالية والبيئية، ودراسة تأثيره في صياغة قرارات التصميم، وأساليب التفكير الإبداعي، وإعادة تعريف دور المصمم في ظل الأنظمة الذكية.    
كما يهدف إلى بناء إطار مرجعي يساعد الباحثين والمصممين على توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل واعٍ ومسؤول، يعزز هوية التصميم ويحافظ في الوقت ذاته على البعد الإنساني للممارسة التصميمية.