العلاقات السياسية لقوريني مع بلاد الإغريق تحت حكم أسرة باتوس ( ٦٣٩ – ٤٤٠ ق.م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرسالتاريخ اليوناني والروماني كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة قناة السويس

المستخلص

تركزت تلك الدراسة بصفة خاصة حول طبيعة العلاقات السياسية للأسرة الباتية الحاكمة لقوريني مع بلاد الإغريق، والتي تبيانت في مواقفها ما بين جمود سياسي تجاههم تجلت معالمه خلال عهدي مؤسسيها الملكين: باتوس الأول، وولده أركسيلاوس الأول؛ وذلك حرصًا منهما على عدم إثارة وسُخط القبائل الليبية التي ساندتهما في تأسيس تلك المستوطنة الوليدة من جراء ما قد ينجم عن ذلك من تدفق دائم وغير منقطع لمهاجري الإغريق ومزاحمتهم لتلك القبائل، ولكن مع مرور الوقت، آلت تلك العلاقات إلى النقيض تمامًا من حالة الجمود هذه إلى انفتاح سياسي كبير شمل عهد بقية ملوك تلك الأسرة الباتية؛ وذلك لبالغ حرصهم التام على جذب المزيد من الهجرات الإغريقية؛ بغرض تجنيدهم كمرتزقة بالجيش لتثبيت رواسخ ودعائم ملكهم بتلك المستوطنة الوليدة، متجاهلين في ذلك غضب السكان الأصليين لا سيما انتزاع أخصب أراضيهم لصالح هؤلاء القادمين الجدد؛ مما ترتب عن ذلك بالطبع من تأثير سلبي خطير في قوة التماسك الاجتماعي لعنصري سكان قوريني من إغريق وليبيين، أدى بدوره إلى الكثير من الاضطرابات والصراعات الدامية، والتي تفاقمت خطورتها في ظل وجود قوى خارجية طامعة ومتربصة بتلك الدويلة تمثلت في مصر وقرطاجة؛ لينتهي الأمر أخيرًا بإزاحة هذه الأسرة عن عرش قوريني بعد فترة من الحكم استمرت تقريبًا نحو قرنين من الزمان